تداولت المواقع الاجتماعية صباح أمس تصريح المنشطة التلفزية آمال الشاهد بخصوص تغيير توقيت بثّ برنامج «بتوقيت الأولى» على الوطنية الاولى، وتعويضه بمسلسل تركي، اشترت التلفزة التونسية حقوق بثّه. نجاح هذا البرنامج لم يشفع له… ولعله سبب بليته وتأخير موعد بثه.
وأثار هذا الموضوع ردود فعل كثيرة، وخاصة منها التي تستنكر هذا القرار الاداري سواء كان من ادارة قناة الوطنية الاولى أو من الادارة العامة للتلفزة لتونسية.
«الشروق»، اتصلت بالاعلامية آمال الشاهد مقدمة البرنامج لتوضيح الأسباب الحقيقية، لهذا التغيير المفاجئ والذي وصفه البعض بغير المهني من قبل المعنيين بالأمر.
الزميلة آمال الشاهد، فضّلت عدم الخروج باستنتاجات، حتى وإن كانت معقولة، واكتفت بسرد وقائع ساهمت على حد تعبيرها في هذا التغيير، تاركة الاستنتاجات للقارئ.
تقول آمال: «برنامج «بتوقيت الاولى» يعرض 4 أيام في الاسبوع ويتفاعل مع الأحداث حينيا، ويحظى بنسبة مشاهدة محترمة، وأضفى ديناميكية وحركية على برامج التلفزة الوطنية…».
وتجدر الاشارة الى أن هذا البرنامج التلفزيوني يحظى بنسبة مشاهدة عالية وخاصة منذ شهر أكتوبر من العام الماضي، وذلك وفق عديد الاحصائيات المقدّمة في هذا الشأن.
لكن القرار الاخير لادارة القناة الوطنية الاولى، والادارة العامة للتلفزة التونسية، قضى بتغيير توقيت البرنامج واختصاره، أي أن بث هذا البرنامج، سيكون إثر انتهاء نشرة السادسة للأنباء، وستكون مدّته 40 دقيقة تقريبا عوض 52 دقيقة. فضلا عن كونه سيبث خلال يومين في الأسبوع، لا أربعة كما كان منذ شهر أكتوبر الماضي.
ردّة فعل «الجزيري»
وعن أسباب هذا التغيير المفاجئ، تقول مقدّمة البرنامج «هذا التغيير يمكن ربطه بردّة فعل السيد حسين الجزيري كاتب الدولة المكلّف بالهجرة والتونسيين بالخارج، عندما كان ضيف احدى حلقات البرنامج في مستهل شهر ديسمبر المنقضي، وطلب مباشرة أن يقع الاستغناء والتخلي عن برنامج «بتوقيت الأولى» وكذلك البرامج التي تنتقد الحكومة، وحركة النهضة…».
اتهامات «الكزدغلي»
وأضافت الزميلة آمال الشاهد بأنه يمكن ربط هذا التغيير كذلك بموقف السيد رضا الكزدغلي المكلّف بالاعلام في رئاسة الحكومة، حين عبّر عن شديد امتعاضه من برنامج «بتوقيت الاولى» ومن مقدّمة هذا البرنامج، وكان ذلك في برنامج «سياسة شو»، يوم 24 ديسمبر، كما جاء على لسان محدّثتنا التي أضافت قائلة «في برنامج «سياسة شو»، لم يكتف السيد رضا الكزدغلي بالتعبير عن امتعاضه من البرنامج ومن شخصي كمقدّمة له (البرنامج) بل نعتني بعدم المهنية، واتهمني بكوني أتماهى مع الضيوف الذين يعجبونني على حد تعبيره…».
كانت هذه أبرز المعطيات التي صرّحت بها الاعلامية آمال الشاهد بخصوص أسباب تغيير توقيت البرنامج والتقليص من عدد حلقاته في الأسبوع الى النصف.
وإذا كانت هذه المعطيات هي الأسباب الرئيسية الفعلية لهذا التغيير، فإن حريّة التعبير في الاعلام العمومي ببلادنا، مازالت مهدّدة، وهذا الموضوع إن توسّع القول فيه طال وإن رمي بالقصد جاز.
وسام المختار
المصدر : الشروق