باشر أحد قضاة التحقيق بالقطب القضائي النظر في قضية مطاعم «ماكدونالدز» التي رفعها الأخوان ماهر وهشام بوشماوي.وقد استمع قاضي التحقيق مؤخراً إلى تصريحات كل من محمد الغنوشي بصفته وزيرا للتعاون الدولي والهادي الجيلاني الرئيس السابق لمنظمة الأعراف وصلاح الدين بن مبارك وزير التجارة في العهد السابق. فماذا تضمنت أقوالهم ردا على التهم الموجهة إليهم؟وجهت إلى المتهمين جريمة الفصل 96 من المجلة الجزائية المتعلق باستغلال موظف عمومي وشبهه مكلف بمقتضى وظيفه بإدارة وحفظ أي مكاسب صفته لاستخلاص فائدة لا وجه لها لنفسه أولغيره والإضرار بالإدارة ومخالفة التراتيب المنطبقة على تلك العمليات وإلحاق الضرر المشار اليهما.محمد الغنوشيأنكر الوزير السابق ما نسب اليه ونفى أن يكون خالف التراتيب المنطبقة على عمليات مندرجة ضمن وظائفه. واوضح الغنوشي انه شغل منصب وزير التعاون الدولي والاستثمار الخارجي خلال الفترة الممتدة من 1992 إلى 1999. وصرح أن إسناد التراخيص لممارسة الأنشطة التجارية سواء للشركات المحلية أوللشركات الأجنبية لا يندرج ضمن صلوحيات وزارة التعاون الدولي كما أن القائمين بالحق الشخصي لم يتقدما إليه بأي طلب للحصول على ترخيص في بعث مطاعم «ماكدونالدز». وأشار الغنوشي إلى أنه وخلال مجلس وزاري ترأسه الرئيس السابق تم التداول في خصوص بعث مثل تلك المشاريع ومردوديتها على الاقتصاد الوطني وعلى توفير مواطن الشغل وقد تم اعتبار مثل تلك المشاريع لا تندرج ضمن أولويات البلاد ومن شأنها أن تلحق ضررا بصغار التجار والحرفيين الذين الذين يمارسون نشاط الاكلات الخفيفة كما أن قوانين التجارة وخاصة في إطار ما يعرف بعقود الاستغلال تحت التسمية الأصلية الأجنبية ما يعبر عنه باللغة الفرنسية «franchise » استنادا خاصة إلى المرسوم عدد 14 لسنة 1961 وذلك لما يستدعيه ممارسة الأنشطة المشار إليها من تحويلات مالية بالعملة الصعبة عند التعامل مع شركات اجنبية حماية لمقدرات الاقتصاد الوطني ملاحظا أنّ نفس تلك الموانع القانونية لا تزال قائمة إلى اليوم.الوزير السابق أكد أنه لم يكن مؤهلا بحكم الصلوحيات المسندة إليه للتدخل لاسناد التراخيص لممارسة الأنشطة التجارية وفند ما صرح به الأخوان بوشماوي.الهادي الجيلانيصرح رجل الأعمال ورئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة سابقا انه لم يكن يتقاضى أجرا مقابل ترؤسه الاتحاد ونفس الشيء لباقي أعضاء المكتب التنفيذي. وبخصوص موضوع قضية الحال أكد الهادي الجيلاني انه وبحكم مهامه لا يسمح له بالتدخل بأي شكل لاسناد رخص لتعاطي أي نشاط تجاري أومنع إسناد مثل تلك التراخيص. ونفى علمه من تعرض الأخوين بوشماوي للمنع من بعث مطاعم «ماكدونالدز» بل وأشار إلى أنه وخلال تلك الفترة كان على علاقة طيبة باحدهما وهو ماهر بوشماوي لكنه لم يذكر له بالمرة انه وشقيقه يواجهان صعوبات. كما نفى الهادي الجيلاني ان يكون قد التقى بمبعوث الشركة الفرنسية المختصة في الاستشارات القانونية والاقتصادية لمعرفة أسباب تعطيل المشروع ونفى كذلك أن يكون قد صرح أن صهره بلحسن الطرابلسي وراء عدم حصول عائلة بوشماوي على الترخيص. مشيرا في ذات السياق أن ماهر بوشماوي على علاقة وطيدة ببلحسن الطرابلسي.اضاف الهادي الجيلاني ان القائمين بالحق الشخصي كانا يمارسان عديد الأنشطة التجارية بكل حرية مستشهدا بكونهما تحصلا على صفقة التفويت في مصحة «التوفيق».صلاح الدين بن مبارك
نفى وزير التجارة الأسبق ما نسب اليه وصرح انه خلال فترة إشرافه على الوزارة لم يصله أي طلب من الأخوين بوشماوي بغاية الحصول على رخصة في تعاطي نشاط تجاري بصفة شخصية أولفائدة الشركة التونسية الأمريكية للمطاعم.أوضح الوزير السابق أن القوانين الجاري بها العمل تمنع ذلك. وأضاف أنه سبق وان تقابل مع الشاكيين وتم خلال اللقاء التطرق إلى الموانع القانونية لانابة شركة «ماكدونالدز» الأمريكية لكن نفى أن يكون قد أوعز الأمر إلى بعض أقارب الرئيس السابق أواصهاره. ونفى أن يكون قد اطلع على فحوى المراسلة الموجهة إليه.اضاف الوزير السابق انه في تلك الفترة تمت إقالته من منصبه.
إرسال تعليق