بعد ان كان التهجم على افلام الكارتون المحور الابرز لفتواى عديد الدعاة السلفيين في مصر في السنوات الاخيرة الذين اعتبروا ان الصور المتحركة تحض على الفحشاء والمنكر والفجر و أن الغرب قاموا بعمل هذه النوغية من الكارتون خصيصا ليفسدوا بها أخلاق اطفال الأمة الأسلامية ,مطالبين بفرض رقابة صارمة من قبل الدولة على هذه النوعية من الأفلام الكرتونية . انتقل السلفيين في مصر الى مرحلة ثانية وهية مرحلة اسلمة الصور المتحرك وادخال شخصياتها الشهيرة الي الدين الاسلامي فقد قامت عديد القنوات المصرية المحسوبة على السلفيين باجراء تغيرات عميقة على سلسلة توم وجيري اعتنق بمقتضاها هذان النجمان الاسلام ، فاختفت الموسيقي وتبدلت الشخصيات، فانعدم الخيال وتاهت المعاني. لم يكلفوا انفسهم بابتداع افكار جديده في عالم مسلسلات الاطفال، بل بددوا كل المعاني الساميه والروح التي تربي عليها الاجيال القديمه، فحرّموا "كونان" واسموه "كمال"، واسلموا "سندباد"، واخفوا موسيقي "توم وجيري" التي كان بمجرد سماعها تستعيد ذكريات طفوله لا تُمح من الذاكره. بعد ان كان الاطفال يهرولون للالتفاف حول مسلسل "المحقق كونان" لكشف الغازه خلال الحلقه، الا ان النسخه الاسلاميه منه حولته الي "فريق المحققين الصغار"، ولم يكتفوا بذلك بل تحوّل اسم "كونان" الي "كمال ابن القاضي منصور". ولاضفاء مزيد من الصبغه الدينيه، تغيرت كلمات الأغنية واصبحت: "لا مهرب من كشف الجرم هيا نبدد عتم الظلم بذكاء مع قلب مؤمن، واراده خير من مسلم.. علمنا الله الغفار الا فشل مع الاصرار ووهبنا عقلا لنفكر نتبين زيف الاشرار.. نتحري نكشف اسرار خفيت واستصعبها كبار نعمل نسال ليل نهار نحمي الناس من الاخطار.. فريق المحققين الصغار اسعوا وبقلب مقدام نرفع الظلم عن المظلوم يدعونا اليه الاسلام". "صبي مسلم قد جال في كل البلاد".. هكذا ردد الاطفال اغنيه "السندباد" بعد اسلمته، يحتوي المسلسل علي العديد من المواعظ الدينيه للاطفال والأحاديث النبوية الشريفه، يجول مع العصفوره "ياسمين" في البلاد والتي ترافقه طوال احداث المسلسل، وتبدّلت كلمات الاغنيه الي: "قصه في كل يوم من حكايا سندباد عن صبي مسلم قد جال في كل البلاد.. انها احلي الحكايا متعه تروي خفايا يحتسي الاطفال منها عبره قولًا وصايا.. سندباد وياسمين راحلان علي السفين يسالان الله دوما انه المعطي المعين.. سندباد الان يرحل طالبا للعلم يسال بعد ان صلي صلاه الشكر لله المبجل". اسلمة "توم وجيري"، جاءت بطريقه مختلفه، حيث قاموا بحذف الموسيقى التصويرية المميزه لها واكتفوا بموسيقي اخري اسلاميه دون ايقاع، في خلفيه الحلقه. لم يختلف حال مسلسل "سلاحف النينجا"، كثيرًا عن "توم وجيري"، الا انها اخفت تماما الموسيقي التصويريه للمسلسل، وايضًا مسلسل "السنافر" الذين اعتمدوا في موسيقاه علي اصوات فتيات صغيرات عن طريق "الدندنه"، دون التطرق لاي نوع من الايقاع الموسيقي. واستطاعت قناه "مريد الجنه"، التي يراسها محمد عيسى ابوقاسم، احد انصار حازم صلاح ابو اسماعيل، بحذف الموسيقي من مسلسل الاطفال الشهير "بوجي وطمطم"، وتم استبدالها باصوات من الطبيعه والعصافير مع عدم ظهور اي وجه نسائي في العمل الذي نشا عليه الجميع كبارا وصغارا. يبدو ان الشخصيات الكرتونيه اثرت تاثيرًا كبيرا علي بعض الشيوخ والدعاه، لم يسلم "سبونج بوب" ايضًا من فتواهم، فبعد ان افتي احد الشيوخ الوهابيين بان "ميكي ماوس" شرعًا يُقتل لانه فار وكائن مفسد، ظهر الداعيه الكويتي نبيل العوضي، في مقطع فيديو قديم تم تداوله عبر صفحات التواصل الاجتماعي، هاجم فيه شخصيه "سبونج بوب"، لانه شاب جميع حركاته وملابسه ورموشه تدل علي انه فتاه، واصفًا اياه بالـ"مايع" والخجول، الذي يبكي ويخاف، مشيرًا الي ان الفتاه ساندي، قويه الشخصية وعنيفه تمارس رياضه الكاراتيه. وقال الدكتور كمال مغيث، الباحث بالمركز القومي للبحوث التربويه، ان مسلسلات الكارتون القديمه اُنتجت في ضوء رؤيه متكامله لمنتجيها، مشيرا الي ان هذا النوع من الافلام غير مثير للاطفال، معتبرًا ان تحويل المسلسلات الكارتونيه يعتبر "عبث" بالفنون، واصفا تلك الاعمال بنوع من انواع السطو واللصوصيه المباشره، مطالبا بمقاضاتهم، ومشيرا الي ان هؤلاء لصوص محترفين استولوا علي ابداع المبدعين بمنتهي الخسه، حسب وصفه. واضاف مغيث، في تصريحات خاصه لـ"الوطن"، ان هؤلاء "اللصوص"، كما وصفهم، اذا كان لديهم شيء يقدموه فلابد وان يقوموا بعمل فيلم عن الصحابه دون السطو وسرقه جهد الاخرين.
إرسال تعليق