فيلم وثائقي بنحو 55 دقيقة يصور تحركات أنصار الشريعة في تونس

فيلم وثائقي بنحو 55 دقيقة يصور تحركات أنصار الشريعة في تونس


تم اليوم نشر فيديو لفيلم وثائقي بنحو 55 دقيقة يصور تحركات أنصار الشريعة في تونس وتغلغلهم في المجتمع التونسي وخاصة في أوساط الفقراء الذين أصبحوا يمثلون أكثر من 25% من المجتمع التونسي.
وتم تصوير عديد المدن والبلدات التونسية التي ينشط فيها بكثافة تنظيم أنصار الشريعة الذي صنفته حكومة علي العريض تنظيما ارهابيا.






ولم يكن واضحا الجهة التي وراء تصوير هذا الفيلم الوثائقي والممول له فيما ظهر في الصورة الصحافي والناشط الجزائري ياسين بن ربيع الذي أنجزه والمحسوب على التيار الاسلامي وتم بث هذا الفيلم عبر تلفزيون الواب "الشروق تي في" الجزائري والذي يلاحظ أنه لقي تسهيلات كبيرة في تونس أثناء التصوير وإلى حد تمكنه من دخول حتى غرفة نوم أبي عياض زعيم أنصار الشريعة في تونس والذي قيل إنه هرب إلى ليبيا، كما يبدو من خلال الفيلم انه لقي أيضا تسهيلات للوصول إلى جبل الشعانبي المتاخم للجزائر والذي يشهد مطاردة شرسة من طرف المؤسسات الأمنية لإرهابيين . كما يلاحظ أن الذي قام بمحاورة شخصيات ومواطنين تونسيين يتكلم بلكنة مختلطة خليجية شرقية.
وصوّر هذا الفيلم تيار انصار الشريعة في شكل تيار يتعرض لمظالم من مؤسسات الدولة من خلال تصويره في شكل جمعية تهتم بالأعمال الخيرية ومساعدة الفقراء من دون التساؤل عن الجهة الممولة لهذه الأنشطة الخيرية والتي نجحت في استمالة مساندة شريحة كبيرة من المجتمع التونسي إليهم وأساسا الفقراء منهم الذي قالوا في شهادات مصورة أنهم يفتخرون بهذا التنظيم ويساندونه ويشجعون أبناءهم للانتماء إليه كما صور أطفالا تونسيين وهو بصدد النشاط مع هذا التنظيم. كما صور الفيديو أن الذهاب للقتال في سوريا من ابرز الأعمال التي يقوم بها أنصار الشريعة عبر استقطاب أبناء الفقراء من خلال مساعدتهم واعتبارهم القتال في سوريا "جهاد" وليس "ارهابا". وأظهر القائمون على انجاز هذا الفيديو دقة ومهنية فائقة في اختيار الشخصيات وأبرز الأحداث التي شهدتها تونس وتسلسلها منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق وارتباطها بشكل متماسك بتشكل التيار السلفي في تونس بعد الثورة والكشف أن ظهوره الفعلي بدأ قبل ثورة 2011.

كما يلاحظ أن منجز هذا الفيلم تعمد تجاهل كل العمليات الارهابية التي تؤكد تورط تنظيم أنصار الشريعة في الارهاب في تونس وأبرزها تلك المتعلقة بذبح جنود تونسيين في الشعانبي مكتفيا بإلقاء الضوء على الشكوك التي تحوم حولهم من دون اثباتات. وما يسترعي الانتباه أن هذا التحقيق كان دقيقا في تصويره لمداخلة للنائب محمد البراهمي تحدث فيها عن الارهاب في تونس قبل أن يتم اغتياله.





ويبدو أن هذا الفيلم غطى أحداثا تمتد إلى فترة شهر فيفري 2014 لأنه تعرض إلى الصور التي نشرها مؤخرا موقع الشروق الجزائري والتي تظهر تواجد قاعدة أميركية في الجنوب التونسي وهو ما أورده هذا الفيلم في آخر مشاهده.

وتكمن أهمية هذا الفيلم في تصوير واقع تغلغل التيار السلفي المتشدد في مناطق عديدة في تونس في ظل غياب مؤسسات الدولة بها وانعدام التنمية والمرافق الخدمية لفائدة المواطنين، وهو ما يمثل خطرا يداهم الدولة التونسية في ظل استمرار تجاهل القائمين على تسيير الدولة لهذا المعطى الخطير وفي ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة في تونس.

يشار إلى أن تقارير إخبارية أوردت اليوم أن تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" يتجه نحو احتواء الجهاديين التونسيين في تونس من خلال دمج أنصار الشريعة وجملة الكتائب الجهادية الأخرى على غرار كتيبة عقبة بن نافع في تنظيم الدولة الإسلامية في المغرب الاسلامي "دامس".
وسيتولى التنظيم الجديد (دامس) بتوحيد مختلف الفصائل الجهادية في كل من الجزائر وتونس وليبيا على أن يكون مركز القيادة في ليبيا.